غريب دوحي

مدينة البصرة كمدن العراق الأخرى لها فنونها ومجالس طربها واغانيها المتميزة وقد تميزت البصرة بانها عاصمة الفرح والطرب والاغاني المرحة ذات الايقاعات السريعة المستوحاة من بيئة البصرة وبساتينها الفارهة وانهارها الجارية . وقديماً اشتهر في البصرة عدد من الشعراء والمطربين الذي رفدوا الساحة الفنية في المدينة بنتاجاتهم الإبداعية ,

وقد اشتهرت البصرة بوجود فرق الخشابة التي تشارك في الحفلات والاعراس والمناسبات الأخرى مثل حفلات الختان وغيرها

ليلتان ( ليلة الحنة) و( ليلة الزفة )

مرت على البصرة عصور غابرة وخاصة في العهد العثماني حيث تردي الأوضاع الاقتصادية ولكن اهل البصرة كانوا يقيمون الاعراس بأهمية كبيرة وينفقون اموالاً كبيرة على اعداد الطعام وعلى المغنين .

تجري الاحتفالات قبل ليلة الزفاف في بيت العريس والعروسة فيخرج الرجال وهم يحملون صواني مزينه بالورد والشموع وتخضب يد العريس ووزراءه هكذا كإنو يسمونهم حيث يقف واحد منهم على يمين العريس والأخر على يساره , ثم يبدا ضرب الطبول والدفوف ويتم الطواف في شوارع المدينة وسط زغاريد النساء وغناء الاغاني المناسبة ثم تعود المسيرة الى دار العريس حيث تفرش الأرض بقطعة قماش لكي يضع الاهل والأصدقاء هداياهم عليها وعادة تكون بعض النقود او الاقمشة ويتم وضع العروسة على كرسي وهي في ابهى صورة لها محاطة بعدد من النساء اللواتي يجهدن انفسهن في جعلها على قدر كبير من الجمال وبعد ذلك تقدم الحلويات وسط الزغاريد بعدها تكون تكون حفلة العشاء بعد هذه المراسيم يأتي العريس واصدقاءه ووزراءه الذين يحملون الشموع والقناديل وتضرب خلفهم الدفوف والطبول عندها يتقلد العريس سيفاً ويتقلد وزراءه السيوف ايضاً ويرددون هتافاً باعلى أصواتهم قائلين : ( اللهم صل على سيدنا محمد واَل محمد )

حتى يدخل العريس الى داره الى داره حيث يتم اعداد الطعام له ولأصدقائه ثم ينصرف الجميع الى بيوتهم .

ليلة الزفة

وبعد الانتهاء من مراسيم ليلة ( الحنه ) تبداُ في الليلة الثانية مراسيم ليلة ( الزفة ) فيذهب اهل العريس وأصدقائه لجلب العروس ويكون ذلك مشياً على الاقدام واحياناً تركب العروس على حصان وفي بيت العريس يكون الناس المدعوين جالسين في الديوان عندها يسير العريس والناس .

والى جانب العريس وزراءه ويسير امامه حاملوا الشموع وقارعوا الطبول والدفوف يرددون عبارة (شايف خير وتستاهلها ) ثم تدخل العروس الى الغرفة المعدة لها فتجد عند الباب صينية فيها أوراق الياس والتمن واناء فيه ماء فتضع العروس رجلها داخل الصينية بأعتبار ان العروس تجلب الرزق لأهلها واذا كانت العروس طويلة فلا يجوز ان تحني رأسها وتدخل بل تهدم عتبه الغرفة لكي تدخل ثم يدخل العريس فيضع رجله على رجلها لكي يكون في المستقبل اقوى من العروسة ثم تذبح دجاجة على عتبة الغرفة وتسمى هذه (جريان دم) وتشعل شمعه ليلة الزفة وتبقى الى الصباح دليلاً على استمرار العلاقة بين العريس والعروس وعادة يرتدي العريس الدشداشة البيضاء او الصاية والزبون .

وعند الصباح (الصبحية) تقوم العروس بتقبيل اهل العريس حيث تتقبل هدايا من اهل العريس ثم يتناول العريس وعروستة طعام (الريوك) الذي يتكون عادة من القيمر والحلاوة وتبيقى العروس لمدة (7) أيام لا تعمل ولاتكنس لان الكنس يجلب الشر حسب اعتقادهم

*الزفة بالإبلام والماطورات في شط العرب*

في نهاية الثلاثينات جرت العادة ان تكون الزفة بالإبلام العشارية في شط العرب حيث يجلس العريس والعروس داخل البلم تحيط به عدة ابلام وتجري الابلام بين زغاريد النساء والاهازيج الشعبية مثل (شايف خير ومستاهلها) و (هاي الرادها وهاي التمناها بت الشيخ لابن الشيخ جبناها) ثم ينزل العريس والعروس من هذه الزفة النهرية . ثم تطورت الزفة الى زفة الماطورات واستمرت حتى افتتاح شارع الكورنيش عام 1940 في زمن المتصرف (المحافظ) صالح جبر الى يومنا هذا.

ومما يؤسف له ان تلك المراسيم الجميلة التي كانت تجري في العهد العثماني وفي الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي قد اختفت واختفت معها تلك الولائم الفاخرة واقتصرت بالاعراس على الاحتفالات التي تقوم في قاعات الاعراس واقتصرت الولائم الغذائية على (لفة الكباب) التي لاتسمى ولاتغني من الجوع.

التصنيفات: أخبارمنوعات