حوار مع الفنان ( غانم حميد )
حاوره : أحمد طه حاجو
تصوير : مجتبى نعمان

* ( غانم حميد ) اثبت حضوراً ملفتاً على الشاشة ومن قبلها المسرح . اين تجد نفسك اكثر ؟ ولماذا ؟
_ انا اعشق المسرح مخرجا لمواضيع كبيره باعتباره العنصر الوحيد الذي يخاطب الناس مباشرة وله فضل انساني كونه يرتبط والناس بالتحفيز لمعالجة مشكلاتهم واميل الى التلفاز ممثلا في ادوار مميزه كون ذلك يساهم في متعتي ومتعة التلقي لذلك تراني قليل الانتاج بالغ التأثير .
* ( الذي ظل في هذيانه يقظاً ) مسرحية اثارت جدلاً واشكالية واسعة في وقتها . حدثنها عنها ؟
_ هي قصيدة طويلة للشاعر المرموق عدنان الصائغ اعدها للمسرح الراحل الكبير احسان التلال وقدمت عام 1993 على مسرح الرشيد واُحِلتُ في اليوم الثاني للتحقيق انا واحسان بفريق يراسه نوري المرسومي وكيل وزارة الثقافة والشاعر يوسف الصائغ مدير عام السينما والمسرح حينها ولجنة مشاهدة العروض المرشحة للمهرجان ومعاون مدير عام السينما والمسرح… وحدث ما حدث من اتهام لي باني منتم الى الاحزاب المعارضة الخارجية حتى اعمل بلبلة في الداخل كوني ( قد اسأت لقيمة الرئيس المفدى وإدانة الحرب المقدسة ضد الفرس المجوس ) وخرجت من سجني او اعدامي سهوا..!!
* ما تتمتع به من ( كاريزما ) يجعلك أداءك خليط بين الكوميديا والتراجيديا ، فنراك تتنقل بين هذا وذاك بخبرة العارف ماسكاً العصاً من الوسط ، اين تجد نفسك اكثر ، كوميدياً ام تراجيدياً ؟
_ لكل فن متطلباته وانا مبتهج كوني نجحت في الاثنين لكني اعترف بان الكوميديا اصعب وابوابها ادق واعقد لذلك اميل لها اكثر .

* في رمضان ٢٠٢٥ شاهدناك في اكثر من عمل ، كيف تقيم مشاركتك في العملين ؟
_ العمل الاول هو ( ابن الباشا ) لقناة MBC عراق واصِفُ موضوعه وامكاناته بالمتميزة جداً والگروب الذي نفذه حرفي ومبدع .. اما العمل الثاني لشركة العالم كمنتح منفذ ويعرض على العراقية بعنوان ( اولاد جابر ) عمل اجتماعي سيقدم بطريقة السهل الممتنع رغم عدد شخوصه واقترابهم كثيراً من البنية الاسرية العراقية واشكالاتها وفيه مجموعة من الوجوه الجديدة اضافة الى حزمة نجوم مؤثرين في الوسط الفني من اجيال مختلفة .. الدوران مختلفان تماماً وهما اضافة متمكنة لأدواري التي سبقت وسيلمس المتلقي ذلك .
* هل انت راضٍ عن ما قدمته وما حققته إلى هذه اللحظة ؟ و هل حققت طموحك الفني الذي تصبو اليه ؟
_ الطموح مستمر والحلم مازال حلماً ولم يتحقق لكني راضٍ بعض الشيء عن ما قدمت من تجارب قوية سواء في التلفاز او المسرح .
* هل تعرضت الى نقد ؟ وكيف تتعامل مع النقد الفني ؟ والانتقاد ؟
_ النقد الفني هدف من الاهداف التي يصبو اليه الفنان الملتزم والمبدع وانا احسب نفسي مبدعاً متمكناً لذلك عليّ الالتزام بقيمة النقد اما الانتقاد ان اتى بشكل شخصي وغير مرتبط بقوانين اللعبة وقوانينها فلن اهتم به ربما يثيرني ابتداءً لكنه سينهزم مسرعاً امام ايماني واحترامي لنفسي .
* الجرأة التي تتعاطى معها في اعمالك ، والمواضيع الحساسّة ، على الصعيد السياسي على سبيل المثال ، هل حققت لك متاعب ؟

_الدراما تبحث عن المشاكل الكبيرة والمسرح بيت الدراما وغالباً ما كانت المواضيع التي اقدمها خطرة وهذا ما يريده المسرح لذلك ترى المتاعب تلازمني مع كل تجربة اقدم عليها منذ دكتاتورية الزمن الغابر الى ديمقراطية اليوم ..!!
*(غانم حميد ) المخرج ، الممثل ، لكننا وجدناك قائداً للمهرجانات والنشاطات الثقافية وقد تميزت بها وحققت نجاحاً ملفتاً ، منه ادارتك لمهرجان جائزة ( صادق العلي ) . هل تشعر بانك حققت مبتغاك من خلال تلك المهرجانات ؟
_ فن اخراج الاحتفالات الكبرى … فن خاص وصعب وله ملامح مختلفة كالتعامل مع المجاميع وتكوين تشكيلات بصرية مع قدرة التعامل مع المجاميع الراقصة وتوظيفها والبناء اللحني المتقدم عن فن الاوبريت العادي اضافة الى قطع الديكور الهائلة وعادة ما تكون تلك الاحتفالات في الملاعب والساحات ومن علاماتها احتفاليات يوم بغداد ومهرجانات بابل ( الافتتاح والختام ) على مر السنين الفائتة.. ومهرجان صادق العلي للأفلام السينمائية الدولي كان واحد من المهرجانات الصغيرة لكنها نوعية ومؤثرة .
* السينما لغة التكثيف والسرعة ، هل فكرت بالولوج لها عبر الفيلم القصير ، لا سيما وهو قريب من تطلعاتك التي تقدمها عبر اعمالك ؟
_ نحن اولاد الحصارات والديكتاتوريات وقد حرمنا من السينما برمتها حينها وبقينا اسرى المسرح المناضل .. المتصدي وبما ان السينما تساوي انتاج وصناعه لذلك منعتنا هذه الظروف السياسية والحروب وصنّاعها من الاشتغال او التجربة .
* الشخصيات المركبة قد تكون هي الأكثر اثارة للممثل ليبرز امكانياته الأدائية ، كيف ترى اداءك لشخصية ( صبري ) في مسلسل ( رباب ) وشخصية ( هوبي ) في مسلسل ( يسكن قلبي ) ؟
_ انا ممثل محترف ولا اتبنى دوراً عادياً لذلك ترى الأدوار الصعبة والمركبة هي خياري وقد نجحت فيهم ايما نجاح وحصدت الجوائز منذ زامل الى شمس الخياط الى صبري الى هوبي وغيرهم الكثير .

* ما هي هواياتك المفضلة ؟
_ الإخراج المسرحي المتقدم والمشاكس على الدوام إضافة الى هواية التبضع …!
* هل تخصص وقتاً للقراءة ؟
_ القراءة اختلفت طرقها لذلك انا دائم المطالعة وفق منهج اليوم المستمر تحت ظلال الانترنيت والمدارس المتقدمة في البحث .
* في ظل العولمة وكثافة القنوات الفضائية والنت ، هل تتابع عملاً تلفازياً معيناً ؟
_ ابحث عن الجودة اينما تحل وفي اي منطقة درامية في التلفاز .
* اي الممثلين تتمنى ان يجمعكما معاً عملاً تلفزيونياً ؟
_ المسرح مذ كان تحت سلطة الكنيسة وهو تجربة معارضة تبحث عن الخلاص بقوة الايمان وسلطة الحرية وما ابغيه هو كرامة الانسان وسلطة الاوطان .
* تجاربك المسرحية عادة تثير جدلاً واسعاً لدى النخب المسرحية ، ( الهذيانات ) ، ( The Hoom ) … إلخ . حتى بتنا ننظر اعمالك وما تثيره ، ما الذي تريد قوله من خلال المسرح ؟
_
*كيف تقيم واقع المسرح العراقي ومستوى ما يتنج من عروض مسرحية في الوقت الحالي ؟
_ الادارات التي لاتبحث عن مستقبل وماهية المسرح العراقي هي الحدث المسبب في تدهور هذا المسرح لذلك ترى التجربة في فصول متناقضة … خير وفير وجدب عسير ..!!
* كيف ترى الانتاج الدرامي العراقي لهذا الموسم مقارنة بالانتاج الدرامي العربي ؟
_ مازال يحبو باستثناء بعض التجارب المهمة هنا وهناك لكنها لم تصبح ظاهرة إلى الآن .
* ما جديدك ؟

_ مسرحية ( العم ) ملحمة كبيرة تعتمد هاملت شكسبير منطلقاً .
* كيف تجد الانتاج التلفزيوني في العراق حالياً ؟ وتعامل القنوات في انتاج الاعمال التلفزيونية ؟
_ نتمنى ان يصدر الكم نوعاً .
* النجومية التي حققتها ، ماذا اخذت منك ؟ وماذا اعطتك ؟
_ اخذت مني الكثير الكثير واعطتني القليل .
* مرت الدراما العراقية بمراحل زمنية منذ السبعينيات إلى الآن ، اي المراحل التي ممكن ان تصفها بالأفضل ، وهل وصلنا لمرحلة يمكن ان نصفها بـ ( الذهبية ) ولماذا ؟
_ ابداً مازلنا في اول الطريق المحترف .
*مسلسل ( أبن الباشا ) والذي عرض مؤخراً ، اغاض البعض وافرح الكثيرين ، كيف تقيم خطاب ( أبن الباشا ) ؟
_ اختلاف في الشكل المطروح للسيناريو / كاميرا متقدمة / مواقع مؤثثه بالجمال / قيادة للأداء واعيه ترفض الاداء المتداول / وعي وفهم لستايل الشخصيات واصولها وتطوراتها / حضور لافت للممثلين الذين ادّوا الشخصيات / صيغ متطورة في التسويق / موسيقى ومونتاج دقيق / انتاج فخم في كل شيء /كل هذه الصفات رأيناها واضحة في ( ابن الباشا ) .
*هل انت راضٍ عن شخصية ( عاصم ) ، وهل تشعر بانك اوصلت الرسالة من خلالها ؟
_ نعم انا راض ومبتهج وقد اوصلت الرساله كاملة على الاقل من جانب التمثيل.
* في بورصة الاعمال الدرامية التي شاركت بها ، اين تضع ( ابن الباشا ) بينها ؟
_ الاول طبعاً وانموذج للدراما العراقية .
* كلمة أخيرة ؟
_ شكراً لك ولمثابرتك ومجلتك النابضة بالحياة .