د. اثير ابراهيم عيدان النجار

طرح الفنان مجموعة أعمال فنية رصد بها حقبة زمنية من حضارة العراق القديم مسلطا فكره على الثور المجنح شيدو لاماسو, الذي احتل السيادة في منجزاته الفنية وأيضا نجح الفنان حينما جذر لموضوعه عندما اشاح بنظرة منه, إلى رصد التمر والدبس العراقي, ليس بمعنى ما يكون عليه من طعام والكل يعرف ذلك, بل إلى الصفة الجوهرية التي نستقرء منه (الهوية) وهذا المصطلح طرحه الدكتور ياسين وامي عندما قدم الفنان الأمريكي مايكل راكويتز, حينما ذكر أن أعمال الفنان لا تركن إلى الركود فهي متحركة وأنا أقول أن الفن الأصيل يجب أن يركد قليلا ليصبح أسلوبا, ثم بذلك الركود يجمد ليصبح نمطاً فبتلك الثنائية وبعد المدة الزمنية والمكانية والجوهر الخفي ما يشيعه روح الفن يستقر ليشكل الطراز المتمايز الأصيل الجمعي, وأقول أن الفنان كان موفقا بهذه المفردة بتسليط الضوء على الرائعات العراقية من حضارة العراق القديم, لا لأجل سد مكان بين ما طرحه الفنان من أشكال منحوتات أو أن تحل مكان الأصل, بل أرى ذلك رسالة إلى الأجيال وإلى الفنانين و المهمتين بالشأن الفني الموجه و بتوجيه بوصلة الفكر إلى ما يتمتع به العراق من خزين أصيل حضاري متعاقب يمتد بجذوره إلى آلاف السنين، فعودة إلى بدء من العنوان يمكن أن أقول (العدو الخفي هي النفس الجاحدة لا ينبغي أن تكون موجودة على ارض العراق) تتمتع بخيراته وتعيش وتتنفس هواءه و تعمل على اخفاء وتدمير صورته من خلال بيان الغير لا أقصد الجانب الإيجابي منه من رصد مفردات بل الجانب الآخر الوجه السلبي, حينما يشيع ثقافة الاقصاء ونبذ الآخر والتمسك بثقافة الأوحد كما نشاهد بعض الفنانين يبدء وينتهي ولا يرصد حالة داخلية مهمة بنظرة فنان عراقي أصيل بل مقلدا, لهذه النفس فعلاً لا ينبغي أن تكون موجودة, وإن وجدت فهي العدو، رصدت بما توجه إليه الفنان مايكل من موقعي أن هناك عينان موجه عين تنظر من الخارج إلى الداخل و هذا ما جاء به الفنان مايكل من مفردات مهمة يمكن القول بأنها فكرة أصيلة لحضارة عريقة, موغلة بالقدم بالتالي يكون انتماء الفنان أصيل وحقيقي، محترف، محافظ، لنقطة أقل ما يمكن قوله أنه توثيق, بعودة موفقه من التاريخ ويمكن القول شيء من التاريخ.. وهناك عين أخرى عين تنظر من الداخل إلى الخارج لا ترى هذا الإرث والمعجم الكبير الذي اوقف الزمن لمن عرف حقيقة العراق ويذهب بتشكيلات بعيدا تحت مسمى مدارس الفن الحديث, وما تلاها ومدافعا إلى حد الاستماتة وكأنه الراعي لها لا بأس أن نفهما أن نمارسها, لكن من وجهة نظري لا يمكن تبنيها لدينا تاريخ ولدينا (هوية) الأستاذ الدكتور ناصر سماري انطلق من جهد فردي لتثبيت لحظة وهذه اللحظة ليست كلحظة ثبت بها صورة زمكانية, حينما شرع بتأسيس (بوابة الأهوار) أنه رصد مهم يخفي في طياته الكثير من المفاهيم أنها الأصالة أنه أنا وأنت وهم ,أنه النفس الأصيل الثابت, ما الهوية هل هي شبح غير مرئي هل هي طوطم نحن أو البعض جعل منها شيء أو مادة ميتة, الدكتور ناصر سماري انطلق وأعطى حكاية يمكن أن تنبه المهتمين والفنانين حتى لا يبقى من يقول لا أعلم أنها رسالة مهمة للجميع ودعوة مجانية للنهوض بواقع الفن العراقي, ذا الهوية الأصيلة إنطلاقا من حضارة العراق القديم وصولا إلى الحضارة الإسلامية إلى ما نحن عليه الآن من تداعيات مجتمعية… الرصد يمتد لكن اكتفي بما طرحته كون تقنية الإنترنت لم تسعفني من المشاركة المباشرة لكن أقول الفنان مايكل نجح بتطويع المادة لصالح الفكرة بشكلٍ احترافي وهذا يحسب له فضلاً عن الاختيار الموفق للمفردة العراقية القديمة ,في الختام أقدم شكري وامتناني لراعي الفن في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة الأستاذ الدكتور ناصر سماري لجهوده الكبيرة لإظهار ما يمكن إظهاره من جمال وتعبير أصيل والشكر موصول إلى جميع المساهمين لنجاح هذا المشروع المهم… البصرة تستحق الكثير… وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم إن شاء الله .