
د. عمر عبد العزيز
مُنذُ عامٍ لم أرَك …!!
مُنذُ عامٍ ، والقلبُ خالٍ
مِن دفقةِ شوق !!
مِن سحابةٍ بيضاءَ ، تُهطِّلُ الهَناءَ
في صفاء !!!
بيتُ نفسي ساكنٌ !!!
غادرهُ السّناء ! ؛ كأنّهُ مقبرةٌ ،
التفَّ ،على الغريبِ
صمتُها المُريب !
يكسرني اللهيبُ ! ..كيفَ لِروحي
أن تعيشَ ، بلا حبيب ! ، يُطَبّبُ
الأشواقَ …، بالأملِ الكَذوبِ ،
بالنشيج ، والّلهيبُ ..يعتصرُ
الاضلاعَ حَمقى ؛
يهزّها النّحيب !!
اينَ الحبيب …فالجرحُ غائرٌ
بلا وَجِيب !! …
أسىً يدِقُّ براحَتَيهِ كلَّ مَسا
شِغافَ قلبٍ لا يُريد.. سُلُوّ ساكِن
عمِيد … يَحِنُّ !! ليومٍ ، ساعةٍ،
لحظةٍ ، كانت هناكَ، مِن بعيد !!
يكضمُهُ القلبُ ، يفضحُهُ الوَجيب !
تزورُني _ كُنتَ في الشّهرِ
مَرّةً ….مَرّتَينِ !!
تبسمُ لي بِضحكَتَينِ…
تهمسُ لي ..دقيقَتَينِ ،
ووجهُكَ البسيمُ ، يُصافحُ
النجومَ !!! كرَّتَينِ …
مُهَلِّلاً …بِبَسمتَينِ ،
مُعانِقاً …بِراحتَينِ ،
مُغادراً …بِكِلمتَين !!!
ما أسعدني … وطيفُكَ
يبسمُ لي …كأنّهُ الأمسُ ،
يحضنُني ….آه !!، ما أبعدَ الغدِ
يأتي ….بِغَيمةِ موعدِ !!
هل كنتُ عاقّاً …أبي ؟؟
جاحداً ! تُعاقبُ فيّ الجاحدِ ؟!
ماكنتُ نسّاءً .. لِلمحامدِ !
بالأمسِ ..في اليومِ في الغدِ ..
أبي …هلّا فكَكتَ الهجرَ
في ذِكراكا !!
كم وسَّدتَ … يُمناكا!!
تلتفُّ حول جوانِحي
السَّرحى ، بِغمغماتِ أسى
بعد العشا!!
والرياحُ الصُّخبُ ،
تُولوِلُ في خاطري، وفي دمي
تزرعُني !!! أنتَ.. الصباحَ ،
المساءَ ، والليلُ ضَمِي
لِضمّةٍ بجوارِ المَوقدِ !!
حينَ تأوي ، والفِراشُ الدفِي
تطرُقُ بابَه في الموعدِ !!
وقبلَ أن يسافرَ النومُ
ومُقلَتاكَ بعدُ … لم تهجُدي !!
وأضلعٌ يُدَمدِمُ في راحَتَيها
النّعسُ والتنهّدُ !! …
أُلَملِمُ أطرافي ، وأنهُمُ
مِن ساعِدَيكَ جَنى بُرعُمِ ،
مِن جسَدٍ ، قد هدّهُ …
ما أنفثَ النّهارُ مِن تجهُّمِ !!
بالأمسِ ، والفجرُ غافٍ
على مُقلَتَيَّ ، تحضُنُني،
تَضُمُّني !! … تُلهمُني!!
بِباقةٍ مِن شَدوِكَ الظِّمِي ،
بِهاجِسٍ مِن ذلك البَوحِ الشّذي !!
تملؤني مِن عفوكَ السّخي !!
مِن عطرِكَ النَّدي ، ولا أزل ، أشمُّهُ ،
كأنّهُ …، مُذ فارقتَ روحي،
بذاكَ المَسا الأمحلِ!!
والعُمرُ يَمضي ، بِلا أنجُمِ !!
يغرقُ في الذِّكرى ،ولا ينجَلي
عن مَوعدٍ …عن موعدٍ في الغدِ !!
عن مَوعِدٍ ….في الغَدِ !!